مظاهر العنف الأسري ضد الأطفال ذوي الإعاقة
مظاهر العنف الأسري ضد الأطفال ذوي الإعاقة .يتعامل الوالدين مع أطفالهم ذوي الإعاقة بعنف في المجتمعات التي تنتشر بها ثقافة إن الإعاقة هي شر يلحق العار بسمعة الأسرة وتتفاقم نسبة حدوث هذا العنف بسبب إن غياب أو نقص الدعم الاجتماعي للأسرة التي لديها أطفال ذوي الإعاقة مما يفضي لحدوث الكرب والتوتر النفسي لجميع أفراد الأسرة ومن مظاهر هذا العنف هو :
1- قتل الوليد وقتل الرحمة : قد يقتل الأطفال ذوي الإعاقة مباشرة عقب الولادة أو بعد بضعة أشهر أو سنوات ، ويكون الدافع وراء القتل هو :
- الاعتقاد بان الطفل المعاق شرير وسيجلب الطالع السيئ للأسرة والمجتمع .
- الاعتقاد إن الطفل يعاني من الألم بسبب الإعاقة أو انه سيعاني بسببها لذلك من الأفضل قتله رحمة به . وتتراوح أنماط القتل هذه بطريقة مهنية من قبل الأطباء الشرعيين حيث يتم التضليل في اغلب الأحيان من قبل الأهل بمحاولة ربط سبب الوفاة بالإعاقة ذاتها .
2- العنف الجسدي والجنسي والنفسي ضد الطفل ذو الإعاقة بالمنزل : تشكل الإعاقة عامل خطورة لزيادة شدة العنف الذي يتعرض له الطفل ، فاحتمال نجاة الطفل المعاق حركيا لدى تعرضه للعنف الجسدي أو الجنسي قي اقل مقارنة مع الأطفال غير المعاقين ، والطفل المعاق سمعيا قد لا يكون قادر على النطق والإفصاح عند تعرضه للعنف ، والمعاق فكريا قد لا يستوعب غضب المعنف ويكون غير قادر على التواصل معه أو تجنب إيذائه بالإضافة لنقص في قدرته على الإفصاح عن ماهية العنف الذي تعرض له. إن الكرب المولد للعنف قد ينشأ قبل تشخيص إعاقة الطفل، فضعف السمع غير المشخص لدى الطفل يؤدي إلى اعتبار أنه عاق وغير مطيع ، والطفل الذي يعاني من ضعف بالبصر والذي لا ينظر إلى وجه والده بسبب ذلك قد يعتبر أنه عدم احترام ، والطفل الذي يعاني من اضطرابات عصبية قد يصعب إطعامه أو تنويمه وجميع هذه الظروف قد تؤدي لتعريض الطفل للعنف الجسدي واللفظي. الكرب قد ينشأ عن الانعزال الاجتماعي والوصمة الملتصقة بالإعاقة، إن كان في البيئة الأسرية أو في المجتمع المحلي . وينتج الكرب أيضا عن نقص الخدمات والدعم الاجتماعي.
3- الإهمال : نتيجة الكرب قد يتعرض الطفل ذو الإعاقة للإهمال، إلا أن إهمال الطفل ذوي الإعاقة أشد خطرا على حياته مقارنة مع الطفل غير المعاق بسبب حاجته للرعاية الخاصة من طعام ودواء واحتياجات الحياة الأساسية الأخرى، وعليه فهذا الإهمال يعتبر شكلا من أشكال العنف ويكون على الأشكال التالية:
أ- الإهمال بتوفير العلاج الطبي لحين تفاقم المرض الذي قد يتعرض له الطفل المعاق، وعدم توفير الطعام والكساء الكافي وبالتالي تفاقم مرضه ووفاته.
ب- الإهمال بتوفير علاج الحالة التي أدت إلى الإعاقة لدى الطفل والإهمال بتوفير العلاج ألتأهيلي له .
ت- الإهمال بتوفير العلاج للمضاعفات الناتجة عن الإعاقة كتقرحات الفراش والالتهابات الرئوية أو البولية .
ث- الإهمال قد يكون على شكل عدم توفير المساعدة بتناول الطعام والشراب وما قد يتبع ذلك من سوء تغذية أو غصصٌ واختناق.
4- رفض التدخل : أي بمعنى رفض التدخل من قبل أفراد الأسرة أو الجيران أو الأقارب أو العاملين في القطاع الصحي أو القطاع الاجتماعي والذين يعرفون أن الطفل ذو الإعاقة يتعرض للعنف لكنهم لا يتدخلوا بالإبلاغ أو المساعدة ويبررون ذلك بما يلي :
أ- إن طلب المساعدة سيزيد الكرب على الوالدين.
ب- وبأنه لا يوجد فائدة من التبليغ عن حدوث العنف والإهمال بسب غياب الثقة بمقدمي الخدمات .
ت- والقناعة بغياب أي بديل أخر لحماية الطفل .
كما يتم عزل الطفل داخل منزله وفي بعض الأحيان داخل غرفة محددة ، قد يكون بدافع الادعاء بحمايته من أية مخاطر خارج المنزل أو بسبب الوصمة الاجتماعية ، وقد يستمر العزل في هذه الأماكن المغلقة لأيام أو أسابيع أو أشهر وفي بعض الحالات سنوات ، بدون أي تواصل مع المجتمع الخارجي وفي كثير من الأحيان بدون تواصل مع أفراد الأسرة داخل المنزل ، وقد لا يعرف الجيران أن هناك طفل ذو أعاقة يسكن في المنزل .
ويتصف الأطفال ذوي الإعاقة بانفعالات نابعة من الكبت أو الأمراض النفسية التي لحقت بإعاقاتهم بسبب سوء المعاملة وسوء الرعاية فتقابل انفعالاته بعنف فوق العنف بدلا من معالجتها والانتباه لها كمؤشر لخلل أو عدم الرضا من قبل طفلهم المريض . إما بعض الحالات من الإعاقات الجسدية مثل الشلل أو فقدان البصر أو غيرها من الإعاقات التي لا تتعلق بالعقل والذهن تتحول بفعل سوء المعاملة إلى أمراض نفسية وعصبية وبهذا يكون الأهل والمجتمع سببا بإضافة تعب على التعب .
(0)
Comments (0)