المعادن الثقيلة و التوحد
يعتبر موضوع المعادن الثقيلة من المواضيع التي بدأت تأخذ حيزاً كبير في مجال التوحد ولقد قام بدراسة هذا الموضوع والتحدث عنه عدد غير قليل من الباحثين وقاموا بإجراء العديد من الدراسات فهناك على سبيل المثال دراسة قامت بقياس نسبة المعادن الثقيلة في دم 18 طفل توحدي وجدوا أن عدد 16 منهم لديه معادن ثقيلة في الدم تزيد نسبتها عن ما يستطيع أن يتحمله الشخص البالغ وأرجعت الدراسة السبب في ذلك إلى تلوث البيئة بهذه المعادن ودخولها الجسم سواء كان عن طريق الفم أو الاستنشاق أو غيره مثل الرصاص أو الزئبق أو بسبب عدم مقدرة الطفل على التخلص من هذه السموم عند دخولها للجسم وذلك بسبب ضعف عملية خاصة بذلك تسمى عملية التخلص من السموم وبالتالي سوف تتواجد هذه السموم بكميات كبيرة في الدم وتستطيع أن تدخل إلى المخ عبر الحجاب الحاجز الذي يكون لم يكتمل نموه عند الأطفال ودخول هذه المعادن للمخ يؤدي إلى ضرر بخلايا المخ وأنزيماته وكذلك المستقبلات العصبية فيه وقد تثير تفاعل مناعي ذاتي .ولنا أن نتساءل ما هو الرصاص وكيف يدخل إلى الجسم ؟
فنجيب بأن الرصاص من المعادن الثقيلة ويدخل إلى الجسم عن طريق استنشاق أو بلع ذرات الغبار الموجودة في بعض الدهانات أو التربة وعن طرق شرب المياه من مواسير مصنوعة من الرصاص وينتقل من المصانع التي لا تتخلص من مخلفاتها بشكل صحيح فتفرز المصانع أبخرة الرصاص في الجو الذي يلوث الهواء بشكل كبير ويبقى الرصاص في الجو 10 أيام بعدها يتساقط إلى الأرض ويختلط بالتربة أو بسطوح المياه المكشوفة مالحة أو غير ذلك .
وذكرت منظمة حماية البيئة الأمريكية أن المصدر الأول للتلوث بالرصاص هو عن طريق مواسير الماء المصنوعة من الرصاص والتلوث بالرصاص سواء كان من الماء أو عن طريق الهواء له تأثير على المناطق الزراعية حيث تزيد نسبته في المحاصيل الزراعية والحيوانات.
ماذا يفعل الرصاص في الأطفال ؟
أجسام الأطفال تمتص الرصاص بقوة أكثر من جسم الشخص البالغ ومن أعراض زيادة نسبة الرصاص لدى الأطفال هي التخلف العقلي وصعوبات التعلم والمشاكل السلوكية والعدوانية وبطء في سرعة التواصل العصبي وتغير في الشخصية وقد وجد الباحث 1996مtuthill أن نسبة الرصاص في عينات الشعر الخاصة بالأطفال تزيد لدى الأطفال الذين يعانون من ضعف الانتباه وزيادة الحركة ووجد العديد من الباحثين علاقة بين نسبة الذكاء ونسبة الرصاص في دم الأطفال بتركيز يتراوح بين 6-70mcg-dl من الممكن قياس نسبة الرصاص في الدم أو البول أو تحليل عينة من الشعر وقد أعطت المنظمة الأمريكية لحماية البيئة العديد من النصائح الرئيسية للتخفيف من هذه المشكلة فمثلاً من النصائح أن البيوت القديمة والمبنية قبل عام 1986م يجب أن تختبر من قبل مختصين لتأكد من خلوها من الرصاص بسبب الدهانات المستعملة وأنابيب المياه وذكرت خطورة ذرات الغبار التي من الممكن أن تصدر من الدهانات المتشققة أو المتآكلة على الجدار أو المطلي بها أحرف الشبابيك والأبواب وأيضا ذرات الغبار الملوثة بالرصاص من مصدر هذه الدهانات من الممكن أن تتراكم على سطح الأشياء في البيت وترجع مرة أخرى في الهواء عند محاولة شفطها أو مسحها كذلك التراب الملوث من الممكن أن يؤثر على الأطفال عندما يلعبون به حتى الأحذية الملوثة بتراب ملوث من الممكن أن تنقل هذا الرصاص إلى المنزل لذا من المفضل نزع الأحذية قبل الدخول للمنزل .
إعداد
د/ حسام أبوزيد
(0)
Comments (0)