الدمج التعليمي للأطفال ذوي الإعاقة برياض الأطفال
إن عملية الدمج التعليمي للأطفال ذوي الإعاقة جزء من عملية الدمج داخل المجتمع و تعتبر مرحلة رياض الأطفال من اهم مراحل الدمج التعليمي و ذلك لأهمية الفترة العمرية للأطفال جميعا بمختلف قدراتهم على حد سواء, لذلك فالإهتمام بهذه المرحلة مطلب ضروري في عملية الدمج التعليمي.فإلتحاق طفل ذو إعاقة إدراكية بسيطة بمرحلة رياض الأطفال تكون متطلباته في التعليم ذو نوعية خاصة لتناسب قدراته في تعلم المواد الأكاديمية البسيطة مثل الحساب و اللغة سواء العربية أو الأجنبية.
حيث يحتاج إلى طرق تعليم قائمة على تحليل الدرس إلى خطوات بسيطة يسهل إستيعابها و يحتاج أيضا إلى أدوات تعليمية تقوم بتجسيد المعلومة فالطفل ذو الإعاقة الإدراكية يحتاج إلى تجسيد المعلومة قبل ان يستوعبها بشكل مجرد و هذا يتماشى مع تطور العمليات المعرفية عند الأطفال بشكل عام فالعمليات المعرفية تبدأ أولاً بالأشياء الملموسة ثم تصل إلى الأشياء المجردة , فالطفل يحتاج أيضاً إلى اسلوب تعليمي قائم على التقبل و الصبر من إتجاه المدرس له و ذلك لأن الطفل أحياناً يفقد إنتباه فيفقد المعلومة مما يؤدي إلى الفشل في إستيعاب الدرس و يحتاج إلى إعادة الشرح أو تقديم مساعدة له.
و نتيجة ما سبق الإشارة إليه يجب الإهتمام بالبيئة التعليمية الدامجة التي نلحق بها الطفل حتى نصل إلى النتائج المأمولة من عملية الدمج حيث إن هذه العملية لا تؤثر فقط على الطفل و لكن تؤثر أيضاً على باقي الأطفال بالفصل و على المدرسين و على أولياء الأمور, فعدم توفير البيئة المناسبة يمكن أن يؤدي إلى نتائج غير مرغوب فيها بل يمكن أن يؤدي إلى المزيد من العزل داخل المجتمع و الذي يعاني منه في الأساس الأطفال و الذي يحاول المجتمع التغلب علية بإصدار مجموعة من قوانين في مجال التعليم تشجع على الدمج التعليمي.
و من هذه العوامل التي يجب الإهتمام بها :
• تحديد المستوى التعليمي المناسب لمستوى الطفل الحالي:
فمن المعروف أن الطفل ذو الإعاقة الإدراكية يقل مستواه عن أقرانه من الأطفال, حيث توجد فجوة مهارية ما بين قدراته الجالية و القدرات التي يتمتع بها أقرانه ممن هم في مثل عمره. حيث يجب إلحاق الطفل بالمستوى التعليمي المناسب لقدراته و ليس لسنه حتى لا يواجه المزيد من تجارب الفشل.
• تهيئة المدرسين:
من المهم تهيئة المدرسين الذين سيتولون تعليم الطفل حيث يتم توضيح حالة الطفل و ماهية قدراته و نقاط القوة التي يتمتع بها و نقاط الضعف التي يعاني منها و أنسب الطرق التربوية المناسبة له حتى يسهل عليهم التعامل معه .
• توفير الأدوات التعليمية المناسبة:
إن المعلومات التعليمية التي توجه للطفل يجب أن تكون في وضع إعتبار عند إختيار الأدوات التعليمية التي يتم إستخدامها مع الطفل.
• تهيئة الفصل الملتحق به الطفل:
إن تهيئة الفصل من الأمور المهمة جدا في عملية الدمج التعليمي و يقصد بالتهيئة هنا الإهتمام :
الأطفال الملتحقين بالفصل: حيث يجب الإهتمام بهم و شرح لهم بطريقة مبسطة كيفية التعامل مع زميلهم ذو الإعاقة الإدراكية و لماذا قد يكون مختلف عنهم و لماذا و ان لديه نقاط قوة لديه مثلما يوجد لديهم نقاط قوة أيضاً و إنه مثلهم و إن الإختلاف لديه لا يمنع التعامل معه.
تهيئة المكان: عند إلحاق الطفل بالفصل التعليمي يجب معاينة الفصل من حيث المكان و مساحته و قربه من الأماكن الضرورة مثل دورات المياه و مكان الإنتظار و هل يتسع لوجود كرسي متحرك إذا كان الطفل مصاب أيضاً بالإعاقة الحركية , و أيضاً المكان الذي سيجلس فيه الطفل داخل الفصل هل هو قريب من الباب فيعمل هذا على زيادة مستوى التشتت لديه أو هو بعيد عن السبورة فيؤثر ذلك على الرؤية لديه .....و هكذا.
إن هذه العوامل و غيرها من العوامل المهمة يجب الإلتفات إليها عند الإقدام على عملية الدمج التعليمي للأطفال حتى نصل إلى المستوى المأمول من الدمج.
إعداد
هبة إبراهيم حسن
أخصائية تربية خاصة
(0)
Comments (0)